وما النصر الا من عند الله

الدرس الخامس
تاريخ الدرس / 03-07-1444
المحاضر / الشيخ المهندس محمد المقرمي
كتابة / المهندس شمسان المقرمي
لك الحمد يا الله كم شدني وجد لحمدك اجلالاً لك الشكر والحمد
لك الحمد ان القرب منك وسيلة اليك وما البعد يا سيدي بعد
لك الحمد والاغصان مالت وسبحت وفاحت بأنسام الرضا هذه الورد
لك الحمد والانسام بالحمد كم غدت وبشرى رياح الخير بالبشر كم تغدو
لك الحمد والاشجان في دمع خدها دموع جرى من خد دمعتها خد
لك الحمد حمدا يسلم الحر حره ويمسي بلا برد هنا ذلك البرد
لك المد حمدا يفقد المر مره ويغدوا عناء الجهد ليس له جهد
أقل قليل الحمد في أن وهبتنا عقولا وما للناس عن حملنا بد
وعلمتنا من فيض علمك ما به عرفناك أن الله والواحد الفرد
ونورتنا من نور نورك ما به دنا منك عبد حضه أنه عبد
وهتز بالتسبيح روحي كأنما بها قد أضاء البرق ونفجر الرعد
على انه لن تبلغ الحمد أحرفي فكيف بحمد ليس في حصرة حمد
وكيف بحمد لو جمعنا بحارنا وأشجارنا في عدها يعجز العد
ويبدوا لما في ذكرك الحب والرضى أدم سيدي هذا الشعور الذي يبد
أدم سيدي هذا الشعور الذي يبد..
وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت بيده الخير ومنه الخير وهو على كل شيء قدير واليه المصير ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا ونبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين وبعد …
أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وأتباع أوامره واجتناب نواهيه أما بعد..
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ) “الروم 40”.
لاحظوا يا ابنائي هذه الأربع العبارات والتي هي متطلبات وجود الانسان..
الانسان ابتدأ بحاجة لأن يكون فالله أختار له الزمان والمكان والأبوين والجنس وهو أن يكون ذكر أو أنثى والدور الذي سيقوم به في الحياة، هذه خلقكم.
(ثُمَّ رَزَقَكُمْ) لاحظوا جابها بالماضي مع ان الواحد يعلم الله كم باقي من عمره، ليقول لك هذه المسألة منتهية ومفروغ منها، الله خلقك لدور معين.. بمعنى أعطاك كل الامكانيات التي تبلغك هذا الدور، الذي منحك اياه أو اصطفاك له (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ) “الروم 40”
لاحظوا وجود ابتدائي.. دور بهذه الحياة.. إماته.. بعث آخر وحياة جديدة.. كل ذلك لله وليس لأحد سواه ولذلك يسأل هذا السؤال (هَلْ مِن شُرَكَائِكُم)..
لاحظوا لم يقل من شركائي لأنه كما رئينا في اللقاء الماضي بان الله ليس معه شركاء ، هل من شركائكم بمعنى هؤلاء انتم الذين عملتموهم (هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَ‌ٰلِكُم)
لاحظوا كم تكررت (مِن) وكأنه يقول لك ركز وشوف هل يوجد شيء يعمله غير الله .. (هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَ‌ٰلِكُم مِّن شَيْءٍ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿٤٠﴾) “الروم”.
إذا إختل مفهوم التوحيد عند الانسان ظهر الفساد.. ولذلك تجدوا الآية التي بعدها مباشرا (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴿٤١﴾) “الروم”.
إذاً كما تبين أن كل ما يحتاج اليه الانسان في هذه الحياة هو من الله، ورئينا في القاء الماضي توحيد الله في مسألة الخلق ينسحب هذا التوحيد على كل مسميات، الله الخالق الله.. الله الرازق.. فالذي ينصر هو الذي يدفع الظر.. هو الذي يجذب النفع..
كل ما يحتاج اليه هذا الانسان هو من الله ونسبة أمر من هذه الأمور لغير الله شرك.
ولهذا كان السؤال هنا (هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَ‌ٰلِكُم مِّن شَيْءٍ) “الروم 40”.
يأتي الان القران بسؤال فيه تبكيت لعله في نهاية سورة الأعراف يقول الله سبحانه وتعالى (أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ ﴿١٩١﴾) “الأعراف” لاحظوا هذا الاستفسار الذي به تبكيت للإنسان يقول لك أنت اشركت مع الله واحد مخلوق، لان كل من دون الله مخلوقين ومادام مخلوقين لا يستطيعون ان يقدموا لك شيء ولا يأخروا لك شيء وهنا يأتي هذا البعد الان (أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ ﴿١٩١﴾) “الأعراف”.
طيب بماذا؟
في كل الأمور.. لكن ركز القران في هذا الموطن على النصر (أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ ﴿١٩١﴾ وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ ﴿١٩٢﴾) يعني كذا كل من دون الله بأي مسمى كان لا يقدر أن ينصرك ولا أن ينصر نفسه وهذا كلام الله الذي خلق الجميع، (أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ ﴿١٩١﴾ وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ ﴿١٩٢﴾).
الذين لم يتركب عندهم مفهوم التوحيد تقول له هذا الكلام وتدعوا لإتباع مراد الله سبحانه وتعالى وكأنك تكلم ميت.
ولذلك لاحظوا الآية التي بعدها (وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ) لم يعد باقي هدى بعد الله والامتثال لأمره (وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ لَا يَتَّبِعُوكُمْ ۚ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنتُمْ صَامِتُونَ ﴿١٩٣﴾) يعني صيحوا أو أجلسوا الي لم يتركب عنده مفهوم توحيد الله سبحانه وتعالى وظن أن أي مسما من دون الله يملك الضر.. يملك النفع.. يملك النصر.. هذا لا يوجد الا ربي يخارجه (وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ لَا يَتَّبِعُوكُمْ ۚ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنتُمْ صَامِتُونَ ﴿١٩٣﴾).
لاحظوا التوضيح الذي بعده (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ) كما أنكم محتاجون هم أيضا محتاجون كما انكم مخلوقين هم ايضا مخلوقين، كما أنكم لا يرزقكم الا الله هم نفس الكلام.. كانوا افراد ولا قوى عظمى ( إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ ۖ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿١٩٤﴾) في أن هذه المسميات من دون الله لا تنفع ولا تضر، ثم يقول (أَلَهُمْ) يأتي بهذا المثال البديع سبحان الله العظيم (أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا) كأن الوصف هنا للأصنام التي كانت تعبد من دون الله، الله يقول لنا بأن هذه الاصنام التي هي الحجارة حكمها حكم القوى العظمى.. كما أن هذه الحجارة لا تضر ولا تنفع كذلك أي مسمى من دون الله كان غيبا أو شهادة حكمه حكم الصنم (أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۗ قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ)..
أحيانا تقتضي مرحلة الدعوة أن يدخل هذا البعد العملي متحدي هذه القوى لماذا؟ لأنهم لم يعودوا يفهموا بالخبر.. (قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنظِرُونِ ﴿١٩٥﴾) الساعة..
طيب كأن واحد هنا يقول له ما قوتك من أجل أن تقول هذا (إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ) ويقول في هذا الكتاب هذا القول.. (وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ﴿١٩٦﴾ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ) يؤكد الحقيقة مرة أخرى (لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ ﴿١٩٧﴾) لازم تكون عندكم المسألة بهذا الوضوح.
ومع هذا أيضاً والذي لم يركب عنده مفهوم التوحيد يقول لك ايضا دعوتهم ام لم تدعيهم … (وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ لَا يَسْمَعُوا ۖ وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ ﴿١٩٨﴾) تحصله بس كذا مقعي (فاتح فاه) لا يدري ماذا تقول.
لماذا؟
لأنه محجوب بالمفاهيم الخاطئة عن غير الله سبحانه وتعالى، وعلى هذا المعنى الان يأتي بيان ان النصر هذا ليس الا من الله سبحانه وتعالى كما ان الخلق لله ومن الله النصر ايضا ليس من أحد سواه.
ولذلك تأتي آية لتبين هذه الحقيقة مثل قوله تعالى (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ) “آل عمران 126 ” كلام واضح كما ان الخلق لله فالنصر من عند الله والذين مكانهم لم يستوعبوا هذه الحقيقة لاحظ أيضاً الله كيف صورهم، يعني الآيات الاولى كانت تصورهم فقط مبحررين شاخصين بأعينهم ولا يفقهون ماذا تقول..
لاحظوا الآن هذا المثل القرآني لهم (أَمَّنْ هَـٰذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُم مِّن دُونِ الرَّحْمَـٰنِ ۚ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ ﴿٢٠﴾ أَمَّنْ هَـٰذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ ۚ بَل لَّجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ ﴿٢١﴾) “الملك”.
الان لاحظوا هذا التشبيه العجيب والانتكاسة للعقل (أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَىٰ وَجْهِهِ) تصوروا لو نرسم صورة لهذا الذي ماشي على وجهه.. مسخ عنيف من هذا الانسان.
والانسان الذي أشرك بالله هذا وضعه الان (أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَىٰ وَجْهِهِ أَهْدَىٰ أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٢٢﴾) “الملك”.
إذاً يتبين من هذه المعاني الان ومن هذه الآيات من كتاب الله أن النصر ليس الا من الله وبالكيفية التي يريدها الله.
وعلى هذا الاساس مادام النصر من الله.. فإذا أردت نصرا من الله ايش اسوي ؟ لكي ينصرني الله في أمر؟
الله طرح قاعدة قال (إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴿٧﴾) “محمد”
طيب..
كيف ننصر الله؟
لاحظوا النيات والدوافع التي داخل الانسان والتي تدفع الانسان لعمل شيء معين ما هي؟
هل هي مصلحة.. أو هوى.. أو شيطان.. أو من اجل الناس.. أو أمر الله…؟
فاذا غلب الانسان دافع امر الله بأنه انا اعمل لأنه امر الله.. هنا نصر الله في نفسه وإذا لم يحصل منه هذا يبقى الخذلان حال له..
اذا حصل منه هذا التغليب لمراد الله وألغى كل الدوافع الأخرى واصبح يحكمه مراد الله ويعيش لحظته على مراد الله هنا، هذا نصر الله وبالتالي النصر حليفة حتما في كل أمر ، ولبيان هذا الأمر بالتفصيل أكيد القران الكريم اعطانا تفصيل لهذه المسالة..
نأخذ مثلا بني اسرائيل على سبيل المثال
بني اسرائيل كانوا مستضعفين ومستعبدين تحت حكم فرعون فالله رسل لهم موسى عليه السلام.
لاحظوا تعريف موسى.. وكيف عرفه الله سبحانه وتعالى بقوة الامتثال لأمره في الجبل عندما قال له
– وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَىٰ ﴿١٧﴾ ؟
– قَالَ هِيَ عَصَايَ.
طيب ماهي استخدامات العصى عند جميع أهل الارض؟
– (أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ ﴿١٨﴾) … يعني ممكن اضارب بها …
هذه استخدامات العصى عند جميع العقول هنا الله يقول له
– أَلْقِهَا يَا مُوسَىٰ
لاحظوا الان هو القاها بموجب أمر وكونه القاها بموجب أمر لاحظوا الان العصى كيف ستصبح..
قوة الامر الان ماذا عملت في العصى (فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَىٰ ﴿٢٠﴾) يعني الله سبحانه وتعالى ركب لها برنامج كأنه hardwar and softwar أي عندها معطيات جديدة تتفاعل مع كل حدث بموجب أمر الله سبحانه وتعالى (خُذْهَا وَلَا تَخَفْ) “طه”..
ولذلك نلاحظ في قصة موسى عليه السلام لا يوجد موطن من المواطن إلقاء العصى ولا استخدام للعصى الا بموجب امر..
لاحظوا مثلا في البحر وهم يقولون (إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ﴿٦١﴾) “الشعراء” الان منتفية كل الاسباب الأسباب المادية التي يراها العقل منتفية ، وهو يقول لهم (كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴿٦٢﴾) “الشعراء” يعني كيف ؟
سيجيب لي أمر وأنا سأنفذ أمره واذا نفذت الأمره أكيد …
تصور الان
الأمر/ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ..
والعصى معروف أنها عصى لو أنه ضرب البحر بالعصى بدون أمر لن يعمل شيء.. شطفش قليل ماء بس (سيطفش قليلاًمن الماء).. لكن وكونه ضربه بأمر لاحظوا الحدث كيف حصل انفلق.. وكان كل فلق كالطور العظيم.. وهذه هنا لفتة مادية في القران الكريم في ما معنى قوة الأمر وما معنى قوة الأسباب..
الان بمنطق العلم الحديث والاليات الموجودة نقدر نعملها يعني ممكن نعمل بين جدارين جدار اسمنتي خرساني ومن الجهة الاخرى نفس الكلام ونفرغ الماء من بينهم ونعمل عملية زفلته للأرض (تعبيد الأرض) لكن السؤال كم نحتاج لنصل الى هذا الامر من الجهد ومن الامكانيات ومن الوقت بينما عندما عمل بموجب أمر استوى في لحظة..
تدركوا ما معنى قوة الأمر الان.. انه أنت عندما تعمل أي مسألة على أنها أمر الله.. قوة الله متدخلة بالموضوع.
ولذلك لاحظوا مثل أخر
ظمأ..
بعد ان اخذهم وخرجوا من مصر وكأنهم يقولون له ذا الحين اعجبك نحن الان ظِمأ ومن أين ستجيب لنا ماء؟
يقول له الله (اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ) “الأعراف 160”.. وتخيلوا عصى تضرب به حجرة لكن لأنه بأمر الله لاحظوا ماذا أنفجر من الحجر؟
فندرك الان ما معنى امر الله وما معنى بان الانسان يعيش حدث من الاحداث أو لحظة من اللحظات بموجب قوة الله معه..
هذه الحقيقة التي لم يقدروا بني اسرائيل من خلال المشوار كله أن يستوعبوها.. الله أندى (جاب) لهم امر واحد قال لهم (ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ) “المائدة 21”.. لم يقل لهم حتى قاتلوا.. يلاحظ أن الأمر مجرد ادخلوا فقط وهم لم يقدروا أن يصلوا الا استيعاب بانه انا سأدخل بأمر الله يبقى كما افتلق البحر بأمر الله وانفجرت اثنتا عشر عين من الصخرة بأمر الله يبقى أنا سأدخل بأمر الله والله يعمل ما يشاء وستكون الغلبة لنا لأنه كان الأمر على هذا النحو (فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ) “المائدة 23” لم تقدر عقول أمة أن تستوعب قوة أمر الله على هذا النحو.
أمة بحالها فشلت ولم ينجح في الحدث الا موسى وهارون ولذلك عندما سلم..
(قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي) “المائدة 25” فاذا تريدنا ان ندخل انا وأخي سندخل.
قال له لا هذا مطلب للامة والغرض من هذا كله مشوار دعوة موسى عليه السلام مع هؤلاء القوم ليصلوا الى هذه النقطة من معرفة مراد الله وان قوة الانسان وكمال الانسان يكمن في انه يعيش لحظته على مراد الله قوة القوة معه باي صورة من الصور، فشلت امة في الوصول لهذا المفهوم.
الله قال له خلاص انا ساربي لك هم.. فعمل لهم متاهة اربعين سنه وتشكل عندهم هذا المفهوم وبعد المتاهة وكان قائدهم كأنه يوشع بن نون..
يوشع بن نون من حيث المقام لا يرتقي لمقام موسى لكن معه دفعة تعرف ما معنى مراد الله وانه انا اعمل أي امر على انه امر الله وتبقى قوة الله معي.
يبقى الان القوة تكمن بهذه المفاهيم الاتية
– الاول هو أن تعمل الحدث على أنه امر الله.
– الثاني على أنه اخر حدث في حياتك.
لأن لو واحد معلق عاده بيسوي وبا يعمل هذا يسحب جزء من قوة الأمر، ولذلك كان شرط يوشع بن نون لهم “ثلاثة لا يتبعونني” وهم الذين لم يتشكل عندهم هذا البعد
1- واحد عنده غنم وسيرجع يبيع غنمه.
2- واحد معه بيت وسيرجع يسقفها.
3- واحد عقد على وحدة وسيرجع يتزوجها.
قال لهم هؤلاء لا يتبعونا.
هؤلاء سيشكلون خلل في قوة الأمر..
لأنه مطلوب على أنك تعيش الحدث على انه امر الله وكأنه آخر حدث..
ولذلك تلاحظوا في أمر من أوامر النبي (ص) (صلوا صلاة مودع)
الصلاة أمر الله والمطلوب بأن تعمل هذه الصلاة على أنها أخر أمر.
فإذاً قوة الانسان تكمن الان في فعله على انه امر الله وباعتبار بانه اخر حدث يقدم الانسان أفضل ما عنده.
ثالثاً (ان الله يحب أحدكم إذا عمل عملا أن يتقنه) هنا قوة الله معك وانتظر النتيجة بموجب قوة الله لا بموجب جهدك انت.
ولذلك لاحظوا كأن الرواية رواية يوشع بن نون وهي لعلها في الصحيح.. وصلوا بعد العصر يعني باقي للمغرب قليل وهو سيدخل ارض مقدسة فيها قوم جبارين توجه بخطاب للشمس يقول لها أنتي مأمورة وأنا مأمور انتظري حتى نكمل..
تصوروا لو تتبعنا حركة الشمس سنجد بانها تلك اليوم حصل لها هذا التأخير لماذا؟ لان من الذي يخاطبها؟
يخاطبها واحد ممتثل لأمر الله وهي ممتثلة لأمر الله وكون أنا ممتثل لأمر الله يبقى يأمرها بقوة الله فتتأخر الشمس حتى يدخلوا ويحصل لهم الانتصار.
إذاً قوة الانسان الان تكمن بانه يعيش الحدث على مراد الله وأنه يعمله وكأنه اخر عمل.. ويجي الموت كذا وانا في حدث أعمله على مراد الله وابذل جهدي الذي استطيعه هنا يحصل اذن الله سبحانه وتعالى بالنتيجة بذلك الكمال الذي لا تتوقعه العقول.
وأظن في قصة طالوت تكمله للموضوع وبيان قوة الله مع الانسان الذي يعيش هذه المعاني، لن نأخذ القصة كلها لكن سنأخذ موقفة في النهر..
واحد معه جيش وتصور هذا الجيش استنفذ ماءة ولم يبقى معه ماء ويقول لهم (إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي) “البقرة 249”.
طيب الناس ظِمأ وشيروحوا يحاربوا مشروحوش يرقصوا (سيذهبون للحرب وليس للرقص) ما فلسفة الأمر هنا ؟
هنا قوة أمر الله سبحانه وتعالى، هنا السؤال من الذي أمرك هل هذا من عندك ام من عند الله؟
قال (قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم) الله يقول لكم لا تشربوا.. طيب ما هو الإضاح هنا؟
السؤال من الذي يروي الله ام الماء؟
سقط عدد كبير جدا من الجيش يقولون الله الذي يروي لكن لابد أن تشرب حتى نرتوي والله الذي سيروينا..
قال لهم خلاص أنتم لا تعبروا..
الدفعة الثاني يقولون له نعم الله الذي يروي لكن لابد من السبب ولو غرفة، لم تقدر عقولهم ان تصل وتفهم بان الله يأمر والكمال هو بأنني انفذ امر الله، ومادام الله يقول لي لا تشرب فهنا لن أشرب.. وانتهى الموضوع..
أيضاً لم تستطيع العقول ان تصل الى هذه النقطة وكأنه لابد من السبب ولو غرفة فقال لهم (إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ).
بقية الدفعة المطلوبة.. يعني كان الحدث كله لظهور هذه المجموعة والتي هي مؤمنة بقوة امر الله..
السؤال هذا أمرك ام امر الله؟
هذا أمر الله
إذاً لا نشرب..
ومادام اننا لم نشرب بأمره يبقى ليس هناك معنا بان الامر هله ولا مهلوش (موجود أو ليس موجود) لأننا ننفذ أمر الله ومدام ننفذ امر الله يبقى الكمال في هذا الحد باننا ننفذ أمر الله ولا نشرب.
فعبروا معه النهر هذه الفئتين، من اغترف غرفة.. والذين لم يشربوا.. فالذين اغترفوا غرفة عندما وصلوا للحدث النهائي أيضاً لم تقدر عقولهم ان تصل.. فعندما رءوا جيش جالوت (قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ) لماذا؟
لأنهم اخذوها ببعد سببي.. نحنا عددنا كذا وهم عددهم كذا.. هم أكثر منا عدة وأكثر منا عتاد.. قياسات مادية صرفه.. لم يروا باننا نقاتل بأمر الله فليس هناك معنى للعدو يجتمعوا أهل الارض والسماء، مهياش قصة (ليس هناك مشكلة).
أنا اتيت أقاتل بأمر الله، هنا اصحاب الغَرفة سقطوا..
بقت الدفعة المطلوبة..
يقول لهم أنتم إذاً تقولون؟
قالوا (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ).. قليلة بالعدد.. قليلة بالسلاح.. قليلة بكل متطلبات القتال.. أمام قوة بهاذك الحجم الهائل.. لكن كون هذه الفئة القليلة تقاتل بأمر الله يبقى الله معها والنصر متعلق لهؤلاء بأذن الله سبحانه وتعالى (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ) “البقرة 249”.
مادام انت تمشي على مراد الله يبقى اذن الله حاصل معك في بلوغك للنتيجة التي امرك أن تقوم بها (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴿٢٤٩﴾) “البقرة”.
لاحظوا لم يقل استعدوا بالأسلحة (وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا) طيب لماذا وثبت أقدامنا؟
لنبقى على حال باننا ننفذ أمرك وأنت معنى.. وكوننا على هذا الحال يبقى النصر حليفنا منك.. (وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴿٢٥٠﴾).
يبقى اتضح الان بان الانسان عندما يعيش الحدث على أنه أمر الله ويعتبره اخر حدث ويقدم أفضل ما عنده.. وأفضل ما عنده هو ان يثبت على المفهوم الذي هو
انا أفعل الشيء بأمر الله ويبقى هذا المفهوم فعال معي ويبقى أنا أستمد القوة من الله لبلوغ النتيجة لأنه هو الذي امرنا والنتيجة ستكون بأذنه حتما لنا.. فكانت النتيجة لهم حتمية ، ولذلك اكبر مجد لبني اسرائيل بنوه هذه الدفعة ..
لأنه لاحظوا كان داوود عليه السلام وبعده سليمان علية السلام .. أكبر مجد لبني اسرائيل جعله الله لهذه الدفعة..
إذاً تبين لنا بان قوة الانسان أن يعيش الحظة على مراد الله ويبقى هذا المفهوم ثابت معه وإلا لا يكون نصر الله.. وسيكون نصر الهوى أو نصر الشيطان ويبين الله أن هذا قانون عام لاحظوا في قوله تعالى (وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ) “آل عمران 146” تصوروا الجيش بهذا الوصف..
القيادة نبوة ومجموع الجيش ربيون ومعنى ربيون يعني يعيشوا الحظة على مراد ربهم فتتوقع انتصار يزلزل الأرض وإذا بالآية تفاجئك بانهم اصيبوا، وهذا قانون ولم يقل نبي محدد ممكن تتكرر (وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ) لاحظوا المفاجئة هنا قال (فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) يعني انهم لم يحققوا النصر..
طيب ما الذي حصل؟
لاحظ أولا قوله تعالى (فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) معناها باننا نحن خرجنا على اعتبار بانه امر الله.. والا ما معنى في سبيل الله.. في سبيل الله معناها باننا خرجنا على أنه امر الله..
إذاً اكيد حصل اختلال بالمفاهيم ربما مجاميع عادها تريد أن ترجع لتعمل أشياء مثل ما قال يوشع بن نون الذي سيرجع عاد عند مرته أو سيسقف البيت.. لا يأتي.
بمعنى لا يعني بان الكل سيموت لكن كونهم عاشوا اللحظة على هذه المفاهيم بدأوا يحاسبون أنفسهم بانهم لم يعيشوا الحدث بموجب هذه المفاهيم وبدأوا يصححوا المسالة (فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا) من أعادة المحاولة (وَمَا اسْتَكَانُوا) من قوة العدو وليكون لعدوا بأي قوة لا يهمنا.. انا اقاتل بأمر الله وأصوب الأمر الان بعوده الى الله (وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا) يعني لم يذكر الله لهم الا قول وهو تصحيح المفهوم بإسناد الأمر لله سبحانه وتعالى (وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا) أثناء تنفيذنا لهذا الأمر حصل منا مخالفة وبموجب هذه المخالفات لم يتحقق النصر..
يا رب ونحن الان نعود اليك لتغفر لنا هذه الاخطاء التي ارتكبناها في الحدث (وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا) لأن نبقى على هذا المفهوم.. باننا على مرادك نعيش الحدث والنصر ليس الا منك ونحن نعتبره اخر حدث ولن يكون النصر الا بأذن منك هذا تثبيت القدم (وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴿١٤٧﴾)..
لاحظوا الله ماذا قال (فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ) لأنهم عاشوا بقية عمرهم على هذه المعاني ولذلك كان لهم هذا الثواب من الله سبحانه وتعالى.. (ثَوَابِ الْآخِرَةِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿١٤٨﴾) “آل عمران”.
إذاً لاحظوا الآن الصفة الكبرى للمحسنين يعيشوا الحدث على مراد الله وقوة الله معهم..
فاسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعلني واياكم والسامعين والقارئين ممن يعيشوا على هذه المفاهيم ويربطوا الأمر كله بالله وصلى الله وسلم على سيدنا محمد..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى